كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{لَهُمْ قُرَنَاءَ} نظراء من الشياطين.
{فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} من أمر الدّنيا حتّى آثروه على الآخرة.
{وَمَا خَلْفَهُمْ} من أمر الآخرة، فدعوهم إلى التكذيب به وإنكار البعث.
{وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول في أُمَمٍ} مع أمم.
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الجن والإنس إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ} من مشركي قريش.
{لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ} قال ابن عباس: يعني والغطوا فيه، كان بعضهم يوصي إلى بعض، إذا رأيتم محمدًا يقرأ، فعارضوه بالزجر والإبتعاد.
مجاهد {والغوا فِيهِ} بالمكاء والصفير وتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ.
قال الضحاك: إكثروا الكلام فيختلط عليه القول.
السدي: صيحوا في وجهه.
مقاتل: إرفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام في وجوههم حتّى تلبسوا عليهم قولهم، فيسكتوا.
أبو العالية: قعوا فيه وعيبوه.
وقرأ عيسى بن عمرو {والغوا فِيهِ} بضم الغين. قال الأخفش: فتح الغين، كان من لغا يلغا مثل طغا يطغا، ومن ضم الغين كان من لغا يلغوا مثل دعا يدعوا.
{لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} محمدًا على قراءته.
{فَلَنُذِيقَنَّ الذين كَفَرُواْ عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ} أقبح.
{الذي كَانُواْ يَعْمَلُونَ} في الدّنيا.
{ذَلِكَ} الّذي ذكرت.
{جَزَاءُ أَعْدَاءِ الله} ثمّ بيّن ذلك الجزاء ما هو، فقال: {النار} أي هو النّار.
{لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ} فقد ذكر إنّها في قراءة ابن عباس ذلك جزاء أعداء الله النّار دار الخلد، ترجم بالدار عن النّار، وهو مجاز الآية.
{وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَا أرِنَا الذين أَضَلاَّنَا مِنَ الجن} وهو إبليس الأبالسة.
{والإنس} وهو ابن آدم الّذي قتل أخاه.
{نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} في النّار.
{لِيَكُونَا مِنَ الأسفلين} في الدرك الأسفل لأنهما سنا المعصية.
{إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا} أخبرنا الحسين بن محمد الثقفي بقراءتي عليه، حدثنا الفضل الكندي، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزيدي العسكري، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو قتيبة سلمة بن قتيبة، حدثنا سهل بن أبي حزم عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا} قال: من مات عليها، فهو ممّن استقام.
أخبرنا الحسين بن محمد الثقفي بقراءتي عليه، حدثنا عبيد بن محمد بن شنبه، حدثنا جعفر ابن الفربابي، حدثنا محمد بن الحسن البلخي، أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن عمران، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، {ثُمَّ استقاموا} قال: لم يشركوا بالله شيئًا. أخبرنا ابن فنجويه الثقفي، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري إنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال وهو يخطب النّاس على المنبر: {الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا} فقال: استقاموا على طريقة الله بطاعته، ثمّ لم يروغوا روّغان الثعالب، وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: يعني أخلصوا العمل لله، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أدُّوا الفرائض. ابن عباس استقاموا على أداء فرائضه.
أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه، حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك، حدثنا محمد بن موسى الحلواني، حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، حدثنا مسكين أبو فاطمة عن شهر بن حوشب، قال: قال الحسن: وتلا هذه الآية {إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا} فقال: استقاموا على أمر الله تعالى، فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته. مجاهد وعكرمة: استقاموا على شهادة أن لا إله إلاّ الله، حتّى لحقوا به. قتادة وابن زيد: استقاموا على عبادة الله وطاعته، ابن سيرين: لم يعوجّوا، سفيان الثوري: عملوا على وفاق ما قالوا. مقاتل بن حيان: استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا. مقاتل بن سليمان: استقاموا على إنّ الله ربّهم. ربيع: أعرضوا عما سوى الله تعالى. فضيل بن عياض: زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية. بعضهم: استقاموا إسرارًا كما استقاموا إقرار، وقيل: استقاموا فعلًا كما استقاموا قولًا. روى ثابت عن أنس إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية: «أمتي وربّ الكعبة».
أخبرنا الحسن بن محمد الثقفي، حدثنا الفضل بن الفضل الكندي وأحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم السني، قالا: حدثنا أبو خليفة الفضل بن حيان الجمحي، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد الله الثقفي. قال: قلت: يارسول الله أخبرني بأمر أعتصم به، فقال: «قل ربّي اللّه ثمّ استقم» قال: قلت: ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه، وقال: «هذا».
وروي إنّ وفدًا أقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم القرآن، ثمّ بكى، فقالوا: أمن خوف الّذي بعثك تبكي؟ قال: «نعم، إنّي قد بعثت على طريق مثل حد السيف، إن استقمت نجوت، وإن زغت عنه هلكت».
وقال قتادة: كان الحسن إذا تلا هذه الآية، قال: اللَّهم أنت ربّنا فارزقنا الاستقامة.
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة} عند الموت {أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ} قال قتادة: إذا قاموا من قبورهم. قال وكيع بن الجراح البسري: تكون في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وفي البعث، ألاّ يخافوا ولا يحزنوا. قال أبو العالية: لا تخافوا على صنيعكم ولا تحزنوا على مخلفكم. مجاهد: لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفتم في دنيّاكم من أهل وولد ونشيء، فإنّا نخلفكم في ذلك كله. السدي: لا تخافوا ما أمامكم، ولا تحزنوا على ما بعدكم. عطاء بن رباح: لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم، فإنّي أغفرها لكم.
وقال أهل اللسان في هذه الآية: {إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا} بالوفاء على ترك الجفاء {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة} بالرضا أن لا تخافوا من العناء ولا تحزنوا على الفناء، وأبشروا بالبقاء مع الّذين كنتم توعدون من اللقاء، لا تخافوا فلا خوف على أهل الإستقامة، ولا تحزنوا فإن لكم أنواع الكرامة، وابشروا بالجنّة الّتي هي دار السلامة. لا تخافوا فعلى دين الله استقمتم، ولا تحزنوا فبحبل الله اعتصمتم، وأبشروا بالجنّة وإن ارتبتم وأُحزنتم، لا تحزنوا فطالما رهبتم، ولا تحزنوا فقد نلتم ما طلبتم، وأبشروا بالجنّة الّتي فيها رغبتم، لا تخافوا فأنتم أهل الإيمان، ولا تحزنوا فأنتم أهل الغفران، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الرضوان، لا تخافوا فأنتم أهل الشهادة، ولا تحزنوا فأنتم أهل السعادة، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الزيادة، لا تخافوا فأنتم أهل النوال، ولا تحزنوا فأنتم أهل الوصال، وأبشروا بالجنّة الّتي هي دار الجلال، لا تخافوا فقد أمنتم الثبور ولا تحزنوا فقد آن لكم الحبور وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار السرور، لا تخافوا فسعيكم مشكور ولا تحزنوا فذنبكم مغفور، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار النون، لا تخافوا فطالما كنتم من الخائفين، ولا تحزنوا فقد كنتم من العارفين، وإبشروا بالجنّة الّتي عجز عنها وصف الواصفين، لا تخافوا فلا خوف على أهل الإيمان، ولا تحزنوا فلستم من أهل الحرمان، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الإيمان، لا تخافوا فلستم من أهل الجحيم، ولا تحزنوا فقد وصلتم إلى الربّ الرحيم، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار النعيم، لا تخافوا فقد زالت عنكم المخافة، ولا تحزنوا فقد سلمتم من كلّ آفة، وإبشروا بالجنّة الّتي هي دار الضيافة، لا تحزنوا العزل عن الولاية، ولا تحزنوا على ما قدمتم من الخيانة، وابشروا بالجنّة الّتي هي دار الهداية، لا تخافوا حلول العذاب، ولا تحزنوا من هول الحساب وابشروا بالجنّة الّتي دار الثواب.
لا تخافوا فأنتم سالمون من العقاب، ولا تحزنوا فأنتم واصلون إلى الثواب، وابشروا بالجنّة فإنها نعم المآب. لا تخافوا فأنتم أهل الوفاء ولا تحزنوا على ما كسبتم من الجفاء وإبشروا بالجنّة فإنها دار الصفاء لا تخافوا فقد سلمتم من العطب، ولا تحزنوا فقد نجوتم من النصب، وإبشروا بالجنّة فإنّها دار الطرب.
{نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ} تقول لهم الملائكة الّذين تتنزل عليهم بالبشارة: نحن أولياؤكم وأنصاركم وأحبّاءكم، {فِي الحياة الدنيا وَفِي الآخرة} قال السدي: نحن أولياؤكم يعني نحن الحفظة الّذين كنا معكم في الدّنيا، ونحن أولياؤكم في الآخرة. أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا ابن خالد، أخبرنا داود بن عمرو الضبّي أخبرنا إبراهيم ابن الأشعث عن الفضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد {نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ} في الحياة الدّنيا وفي الآخرة. قال: قرناؤهم الّذين كانوا معهم في الدّنيا، فإذا كان يوم القيامة، قالوا: لن نفارقكم حتّى ندخلكم الجنّة.
{وَلَكُمْ فِيهَا مَا تشتهي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} تريدون وتسألون وتتمنون، وأصل الكلمة إنّ ما تدّعون إنّه لكم، فهو لكم بحكم ربّكم.
{نُزُلًا} أي جعل ذلك رزقًا.
{مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى الله} إلى طاعة الله.
{وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المسلمين} قال ابن سيرين والسدي وابن زيد: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مقاتل: هو جميع الأئمّة والدعاة إلى الله تعالى، وقال عكرمة: هو المؤذن. قال أبو أُمامة الباهلي: {وَعَمِلَ صَالِحًا} يعني صلّى ركعتين بين الآذان والإقامة.
أنبأني عبد الله بن حامد، أخبرنا حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا وكيع، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصاني عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة خ قالت: إنّي لأرى هذه الآية نزلت {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى الله}. الآية في المؤذنين.
وروى جرير بن عبد الحميد عن فضيل بن رفيدة، قال: كنت مؤذنًا في زمن أصحاب عبد الله، فقال ليّ عاصم بن هبيرة: إذا أذّنت وفرغت من آذانك، فقل: الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله، وأنا من المسلمين، ثمّ أقرأ هذه الآية: {وَلاَ تَسْتَوِي الحسنة وَلاَ السيئة} قال الفراء: {وَلاَ} هاهنا صلة معناه ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، وأنشده:
ما كان يرضي رسول الله فعلهما ** والطيبان أبو بكر وعمر

أي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
{ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} قريبٌ صديق، قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان بن حرب وكان مؤذيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فصار له وليًّا، بعد أن كان عدوًا. نظيره قوله تعالى: {عَسَى الله أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الذين عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً} [الممتحنة: 7]، قال ابن عباس: أمر الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنّه وليّ حميم.
{وَمَا يُلَقَّاهَا} يعني هذه الخصلة والفعلة.
{إِلاَّ الذين صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} في الخير والثواب، وقيل: ذو حظ.
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ فاستعذ بالله إِنَّهُ هُوَ السميع} لإستعاذتك وأقوالك.
{العليم} بأفعالك وأحوالك.
{وَمِنْ آيَاتِهِ الليل والنهار والشمس والقمر لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ واسجدوا لِلَّهِ الذي خَلَقَهُنَّ} إنما قال خلقهنّ بالتأنيث لإنّه أجرى على طريق جمع التكسير، ولم يجر على طريق التغليب للمذكر على المؤنث؛ لأنّه فيما لا يعقل.
{إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنِ استكبروا} عن السجود.
{فالذين عِندَ رَبِّكَ} يعني الملائكة.
{يُسَبِّحُونَ لَهُ بالليل والنهار وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ}. لقوله تعالى: {إِنَّ الذين عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرض خَاشِعَةً} يابسة دارسة لا نبات فيها.
{فَإِذَا أنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء اهتزت وَرَبَتْ إِنَّ الذي أَحْيَاهَا لَمُحْىِ الموتى إِنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ في آيَاتِنَا} أي يميلون عن الحقّ في أدلتنا.
قال ابن عباس: هو تبديل الكلام ووضعه في غير موضعه، وقال مجاهد: {يُلْحِدُونَ في آيَاتِنَا} بالمكاء والتصدية واللغو واللغط. قتادة: يعني يكذبون في آياتنا. السدي: يعاندون ويشاققون. ابن زيد: يشركون ويكذبون. قال مقاتل: نزلت في أبي جهل لعنه الله.
{لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أفَمَن يلقى فِي النار} أبو جهل.
{خَيْرٌ أَم مَّن يأتي آمِنًا يَوْمَ القيامة} عثمان بن عفان وقيل: عمار بن ياسر {اعملوا مَا شِئْتُمْ} أمر وعيد وتهديد {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} عالم فيجاز بكم به.
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ بالذكر} بالقرآن.
{لَمَّا جَاءَهُمْ} حين جاءهم.
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} كريم على الله عن ابن عباس، وقال مقاتل: منيع من الشّيطان والباطل. السدي: غير مخلوق.
{لاَّ يَأْتِيهِ الباطل} قال قتادة والسدي: يعني الشيطان.
{مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ}. فلا يستطيع أن يُغيّر أو يُزيد أو يُنقص، وقال سعيد بن جبير: يعني لا يأتيه النكير من بين يديه ولا من خلفه، وقيل: لا يأتيه ما يبطله أو يكذّبه من الكتب المتقدّمة، بل هو موافق لها مصدّق ولا يجي بعده كتاب يبطله وينسخه، بل هو موافق لها مصدق. عن الكلبي.
{تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ مَّا يُقَالُ لَكَ} من الأذى.
{إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} يعزّي نبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ} لمن تاب.
{وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} لمن أصر.
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أعْجَمِيًّا} بغير لغة العرب.
{لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ} بيّنت.
{آيَاتُهُ} بلغتنا حتّى نفقهها، فإِنّا قومٌ عربٌ، ما لنا وللأعجمية.
{ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} يعني أكتاب أعجميّ ونبي عربي. قال مقاتل: وذلك إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على يسار غلام ابن الحضرمي وكان يهوديًا أعجميًّا ويكنى أبا فكيهة، فقال المشركون: إنّما يعلّمه يسار، فأخذه سيده عامر بن الحضرمي، وضربه، وقال: إنّك تعلم محمدًا. فقال يسار: هو يعلمني. فأنزل الله تعالى هذه الآية.